تعاني العاصمة بغداد من فوضى العشوائيات والازدحام المروري والتعقيدات السياسية والطائفية والاجتماعية وفوضى في الخدمات، مما يمنع الحكومة من اتخاذ قرارات مهمة تسهم في إنقاذ العاصمة من وضعها الحالي.
وقد أعلنت وزارة التخطيط قبل عامين، وجود دراسة شاملة تتضمن إنشاء مدينة إدارية جديدة للبلاد في جنوب العاصمة، تنتقل إليها جميع مؤسسات الدولة ومقرّاتها.
يأتي ذلك بهدف تخفيف الضغط عن بغداد، التي تراجعت الخدمات فيها إلى مستويات خطيرة، وأصبحت التجاوزات فيها سواء سكنية أو تجارية هي البديل عن واجهتها الحضارية المعروفة بها تاريخياً.
وأكد خبراء أنه تم اختيار المكان بالقرب من مدينة بسماية السكنية، التي تعدّ أول مدينة سكنية حديثة من ناحية تقديم الخدمات بعد عام 2003، وتقع على الطريق الرابط بين بغداد ومحافظة واسط، على بعد 20 كيلومتراً من مركز محافظة بغداد.
وتوجد على الجهة المقابلة لها منطقة المدائن التي تضم معالم وآثاراً مهمة أبرزها طاق كسرى وقبر الصحابي سلمان الفارسي.
ويذكر أن المكان المخصص لهذه العاصمة، ليس بعيداً من الأرض التي اختارها مجلس الوزراء لبناء المدينة الرياضية، المهداة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى الشباب العراقي، وبذلك ستكون هذه المنطقة مدينة متكاملة، لا سيما أنها ستجمع كل الوزارات.
وأكد مراقبون، أنه على الرغم من الأزمة المالية الحالية التي يمرّ بها العراق، والتي قد تعيق إنشاء مثل هذا المشروع الاستراتيجي لتطوير العاصمة، يبدو أن وزارة التخطيط قد أكملت جميع الدراسات الخاصة بها، وهي بانتظار الأموال لتنفيذها.
من جانبه، قال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، إن "الوزارة قدمت رؤية متكاملة عن المشروع، الذي يقوم على أساس إنشاء مدينة إدارية جديدة على مساحة 50 كيلومتراً مربّعاً في المنطقة القريبة من بسماية جنوب بغداد"، مشيراً إلى وجود مساحات شاسعة من الأراضي تصلح كمقرّ للمدينة.
وأضاف، أن مشروع العاصمة الإدارية سيسهم في التقليل من الاختناق الحاصل وسط بغداد، وسيسهّل إنجاز المعاملات كون الوزارات ستجتمع في مكان واحد.
وبين "أن المشروع قدّم من وزارة التخطيط وتمت مناقشته في مجلس الوزراء، إلا أن الأزمة المالية والسياسية والأمنية حالت دون تنفيذه".
ويتوقع مظهر محمد صالح، المستشار الاقتصادي السابق في رئاسة الوزراء، أن يتم اعتماد أنظمة ذكية في المدينة الجديدة لتسهيل إنجاز المعاملات إذا تم تشيدها.
كذلك
ربما لا تكون الأزمة المالية العائق الوحيد أمام تنفيذ المشروع، فعدم وجود إرادة سياسية
قوية لإنجازه يعطّل تحويل المخطط إلى واقع على الأرض.