مراقبون: ماذا سيكون رد فعل بايدن في حال
وصول رئيس إيراني إرهابي حقيقي من صفوف الحرس الثوري
لايؤمن جو بايدن، بأن إيران إرهابية، وما
خرج عن حملته الرئاسية والتسريبات المختلفة، وعبر مناظراته فإنه سيتورط للنخاع مع
إيران، وفي الأغلب سينتكس نكسته الكبرى بالعودة للاتفاق النووي المشبوه، والذي
انسحب منه الرئيس ترامب.
وفي
رد فعل قوي على بدء مراسم تسليم السلطة لـ"بادين"، كشرت ايران عن
أنيابها، بالدفع بأكثر من مرشح إرهابي من قادة الحرس الثوري للترشح في الانتخابات
الرئاسية المقبلة، وذلك بالاطمئنان ألى أن "أمريكا بايدن" لن تعترض ولن
تتحرك في الأغلب.
وفتح اكتساح قادة الحرس الثوري الارهابي، للانتخابات
التشريعية الإيرانية في فبراير 2020 الماضي شهية العسكريين الارهابيين للسيطرة على
السلطة التنفيذية أيضا.
ويرى مراقبون، وفق تقرير نشرته - جريدة
العرب- أن من شأن وصول رجل عسكري إلى منصب الرئاسة أن يزيل واحدة من إحدى العراقيل
القليلة المتبقية أمام استئثار الحرس الثوري بسلطة القرار.
وكان قد أعلن حسين دهقان، المستشار العسكري للمرشد
خامنئي، اعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية لعام 2021، في خطوة قال مراقبون إنها تمهد
الطريق لسيطرة الحرس الثوري على رأس السلطة التنفيذية في إيران.
وقال دهقان في تسجيل، أنا قطعا لست من المنتمين
إلى التيارين الإصلاحي والأصولي، مؤكدا أن هدفه من المشاركة في هذا المجال هو إرساء
"حكم العقلانية" في مجال صنع القرار بالبلاد، و"جعل الجمهورية الإيرانية
قوية وعزيزة".
ويسيطر الحرس الثوري بالفعل على معظم أذرع الدولة
الإيرانية، لكن بشكل غير معلن، كما أنه يتحكم في قطاعات من الاقتصاد، من بينها أنشطة
تجارية غير قانونية مثل تهريب النفط والمخدرات. وبالإضافة إلى دهقان، هناك شخصيات أخرى
مدرجة أيضا في قائمة المرشحين المحتملين لانتخابات 2021 الرئاسية، مثل علي لاريجاني،
وبرويز فتاح، ومهرداد بذرباش، ومحسن رضائي، وسعيد محمد، وجميعهم من ذوي الخلفيات العسكرية.
ومع وصول قائد سلاح الجو السابق بالحرس الثوري
محمد باقر قاليباف إلى رئاسة البرلمان الإيراني، واكتساح الجنرلات للانتخابات التشريعية
في فبراير الماضي، يبقى رأس السلطة التنفيذية العقبة الأخيرة أمام إحكام الحرس الثوري
قبضته على ما تبقى من المؤسسات الخارجة عن سيطرته المباشرة.
وتساعد مثل هذه النتيجة الحرس الثوري، صاحب الحضور
القوي في حياة الإيرانيين اليومية، على زيادة نفوذه الضخم بالفعل في الشؤون السياسية
والاجتماعية والاقتصادية.
وحصد 27 مرشحا برلمانيا على الأقل ينتمون إلى
الحرس الثوري الإيراني مقاعد نيابية بالبرلمان الإيراني، حيث كشف موقع “إيران واير”
الذي يديره صحافيون من خارج طهران أن، 9 مرشحين برتبة عميد و18 مرشحا برتبة عقيد في
الحرس الثوري تمكنوا من الدخول إلى البرلمان الإيراني في دورته الـ11. وأفاد الموقع
أن عدد المرشحين العسكريين من الحرس الثوري تضاعف لمرتين في الانتخابات البرلمانية
التي أقيمت في 21 فبراير الماضي، والتي شهدت أدنى نسبة مشاركة شعبية منذ 41 عاما، وذلك
مقارنة بانتخابات البرلمان الإيراني في دورته الـ10 عام 2016.
ويستغل خامنئي، الحرس الثوري لقمع الاحتجاجات
في الداخل وتهديد الأعداء في الخارج. إلا أن المرشد الأعلى، الذي تولى هو نفسه الرئاسة
لولايتين، يميل إلى تفضيل أن يتولى رجال دين الرئاسة، لكن تحديات الداخل والخارج قد
تقوض هذا التوجه.
وأكد متابعون أنه بالنسبة إلى خامنئي، الذي يرى
أن مواجهة إيران مع الولايات المتحدة هي بمثابة حرب، فإنه ربما يريد مُحاربا في منصب
الرئيس هذه المرة. ومن وجهة نظره، ربما يكون إعطاء الحرس فرصة لحماية إرثه أكثرَ الأمور
منطقية.
وشدد مراقبون، إلى أن إعلان دهقان عن اعتزامه
الترشح للانتخابات الرئاسية ينطوي على أحد احتمالين: أولهما أن الإعلان جاء بعد ضوء
أخضر من قبل خامنئي الذي أبدى موافقته المسبقة وبالتالي دعمه للترشيح، أو أنه يندرج
ضمن عملية جس لمدى تحمس المرشد الأعلى لمثل هذه المغامرة.
ويتوقع متابعون، وفق جريدة
"العرب"، أن فوز مرشح مرتبط بالحرس الثوري سيمنح هذا الفصيل قوة أكبر باتجاه
عسكرة السياسة الخارجية الإيرانية، ولاسيما في الشرق الأوسط، فلطالما كان الحرس الثوري
الإيراني وبخاصة فرعه خارج الحدود "فيلق القدس"، المحرك الفعلي للسياسة الخارجية
للنظام الإيراني في المنطقة، وبالتالي لن تتم عسكرة أجهزة صنع السياسة الخارجية الإيرانية
وحسب، بل سيعزز طموح طهران لتقوية تسليح ميليشياتها مثل حزب الله والحوثيين، فضلا عن
تأسيس ميليشيات جديدة.
والحاصل بإعلان دهقان الترشح للانتخابات
الرئاسية، أنه ترحيب من جانب إيران على طريقتها الخاصة، وهى تنتظر رد فعل بايدن او
ادارته في حال وصول إرهابي حقيقي من صفوف الحرس الثوري الإيراني لمنصب الرئيس.
أ.ي