أكد مراقبون، أن الثورة العراقية في عامها الثاني كشفت عن عجز أجهزة القمع الحكومية وسلاح المليشيات المسلحة والحرس الثوري الإيراني عن إنهاء الثورة العراقية، على الرغم من سقوط مئات الشهداء وألوف الجرحى.
وأشاروا إلى أن الثورة، على الرغم من سلميتها، أثبتت قوتها وصمودها وكسبت تأييد شعوب العالم واحترامها الكبير.
من جانبه، يقول المحلل السياسي، عوني القلمجي، أكدت الثورة على التزام الشعب العراقي بثوابته الوطنية وعدم التفريط فيها، وقدرته على استعادة حقوقه، مهما طال الزمن وغلت التضحيات.
في حين استطاع الثوار دحر جميع محاولات تقزيم هذا الشعب من خلال الإساءة له، وتوجيه الشتائم البذيئة بحقه، ووصفه بالتخاذل والاستكانة وقلة النخوة والسكوت على احتلال بلده، بل ونعته بأنه شعب تافه لا يستحق الحياة.
مثلما تمكّن الثوار من إخراس الأصوات النشاز التي حاولت إلصاق التهم الباطلة بهم، بتوجيه الاتهامات للثوار كوصفهم بأبناء السفارات أو المندسّين أو أصحاب أجندات أجنبية.
وبالتالي، أعادت هذه الثورة العظيمة إلى الذاكرة أمجاد العراقيين الكفاحية، ضد الغزاة والمحتلين والحكومات العميلة أو الديكتاتورية. بدءا بثورة العشرين المجيدة وثورة 1941 القومية، ومرورا بانتفاضة 1948 التي أسقطت معاهدة بورت سموث البريطانية الجائرة، والانتفاضات التي تلتها لتتوّج بثورة 14 تموز 1968.
وتابع: فقد عرّت الانتفاضة جميع ادّعاءات أحزاب العملية السياسية ومليشياتها، حول الوطنية وخدمة العراق والحفاظ على استقلاله ووحدته الوطنية، حيث كشفت أن ما يدور بين أطراف العملية السياسية من خلاف لا يتعدّى المناصب والصفقات المشبوهة وسرقة الأموال والثروات.
وأي ادّعاء غير ذلك عن بطولات الحكومة الجديدة وتوجهات رئيسها لاستعادة هيبة الدولة وحل المليشيات وحصر السلاح بيدها، أو تلبية مطالب الثوار، ليس سوى أكاذيب وافتراءات لا أساس لها من الصحة، فهؤلاء لم يجر اختيارهم من المحتل، لبناء العراق الجديد، كما ادّعى المحتلون، وإنما تم انتقاؤهم بدقة لتنفيذ مشروع الاحتلال التدميري، وشرعنته بعقد اتفاقيات مذلة.
أما بدعة تسليم الثوار أمرهم بيد الكاظمي، باعتباره شخصية وطنية مستقلة، وإعلان التأييد الكامل له، فقد تكفل الثوار بالرد عليها، حيث صدرت عدة بيانات في هذا الصدد، منها بيان ثوار النجف الذي جاء فيه "إنه وبعد كل التضحيات الجسام التي قدمتها ثورة تشرين المباركة، منذ أكثر من ستة أشهر، ووفاء لدماء الشهداء، فقد قرّروا رفض هذا التكليف، لأنه جاء بإرادة خارجية، ولم يأت بإرادة وطنية عراقية، فضلا عن أنه غير مطابق للشروط التي وضعتها ساحات الاعتصام"، وأعلن البيان أيضا "رفض الثوار العملية السياسية التي تقودها الأحزاب الفاسدة جملة وتفصيلا".
وأشار إلى أن مصدر قوة هذه الثورة وديمومتها تتمثل في تميّزها عن سابقاتها في أمورٍ عديدة، فقبل أن يدوّي صوتها ويلهب مزاج الرفض العراقي الأصيل يوم انطلاقتها، حدّدت أماكنها ونوع شعاراتها، الخدمية السياسية، قبل أكثر من شهر، عبر منصات التواصل الاجتماعي. وهي قد بدأت بقوة وانتشر لهيبها بسرعة البرق إلى المحافظات الأخرى، خصوصا الجنوبية منها، ولا يخفى على المتابع أن عماد هذه الثورة هم في الغالب من الشباب، ناهيك عن مشاركة النساء فيها لأول مرة، حيث لعبن دورا كبيرا في مساعدة أبناء الثورة، ناهيك عن حسن تنظيمها ودقة أدائها.
وهذا
ما يفسّر حالة الرعب التي انتابت أعداء الثورة في داخل العراق وخارجه، فبالنسبة للحكومة
وميليشياتها المسلحة، فقد وجدت فيها بداية جدّية لإسقاطهم دفعة واحدة.
في حين
كانت إيران الأكثر خيبة بين الخائبين التي ظنت أنها روّضت الشعب العراقي، وإذ هي تجد
ما بنته في ستة عشر عاما قد هدم في ساعات، حيث أحرق الثوار قنصلياتها في كربلاء والنجف،
ورفعوا فوقها شعار الثوار المعروف، "إيران برّه برّه وبغداد تبقى حرّة".