الهواجس
الايرانية هي من الأحداث التي تحدث في بلدي لبنان وفي بلد اشقاءنا العراقيين هي حديث
الأسابيع الماضية لمعظم المحللين ...إيران ونظام الملالي تفاجأ
بانتفاضتي
الخريف الماضي في العراق ولبنان، ولا يترددون في الاعتراف أنهم فوجئوا بقوة الحركة
الاحتجاجية في البلدين، وخاصة تحديها الصارخ لنفوذ إيران في العراق، وفي المدن ذات
الأكثرية الشيعية من بغداد إلى كربلاء إلى البصرة، و كذلك شمولية الاحتجاجات في لبنان
من شماله إلى جنوبه ومطالبة المتظاهرين بتغييرات جذرية سياسية واقتصادية وانتخابية....
انها يا أصدقائي
نقمة
عارمة في البلدين تستهدف بالدرجة الأولى حلفاء
إيران الذين يسيطرون على كل أو معظم مقومات السلطة السياسية والمصالح الاقتصادية في
بلدينا... والأهم من ذلك القوى التي تحتكر السلاح....هي في لبنان لا تخفى على احد بينما
هي في
العراق وحدات الحشد الشعبي وغيرها من القوى التي
أنشأتها وسلحتها ومولتها إيران، و هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن القمع الوحشي ضد المتظاهرين
المدنيين في العراق و الذي أودى بحياة مئات المدنيين ..
هواجس
ايران جاءت في وقت تواجه فيه إيران أزمة اقتصادية خانقة بسبب العقوبات الشاملة التي
فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياق ما تسميه سياسة "الضغوط القصوى"
ضد طهران، والتي تشمل عقوبات أخرى ضد حلفاء إيران ووكلائها في العراق ولبنان.....وتلحظون
في العراق،
الهدر المالي الخيالي. اما في لبنان فالفساد
أصبح ثقافة سائدة.
والمسؤولون في العراق ولبنان لا يخضعون لأي محاسبة أو مسائلة، وكل انتخابات برلمانية تجلب الأحزاب ذاتها ولا تغير أي شيء باستثناء تثبيت الممارسات ذاتها التي أوصلت البلدين إلى طريق مسدود.... هناك مشاعر قلق حقيقي في طهران من أن تتحول التظاهرات الاحتجاجية المتوالية والمتجددة في العراق ولبنان إلى تهديد خطير ونوعي وغير معهود لمصالح إيران الاستراتيجية ومكاسبها السياسية التي حققتها في العقود الماضية في العالم العربي وخشية ايران كذلك من تجدد انتقال عدوى الحركة الاحتجاجية من العراق ولبنان إلى ساحات وشوارع المدن الإيرانية خصوصا بعد إعدام المصارع الايراني ولا ننسى أن إيران شهدت في السنتين الماضيتين تظاهرات احتجاجية ضد الفساد والهدر المالي في عدد من المدن والبلدات، وإن بقيت محدودة.
الهواجس الإيرانية كذلك نراها بوضوح في انه غالبا
ما كان المسؤولون في هرم القيادة الإيراني يبررون فشلهم و يشجبون الولايات المتحدة، وإسرائيل،
والمملكة العربية السعودية باعتبار أنها تشكل تهديدات مباشرة لأمن إيران ونفوذها الإقليمي.
لكن السلطات في طهران حولت اهتمامها مؤخراً إلى مصدرين جديدين للقلق: هما لبن
هما
لبنان والعراق
اهلنا
في لبنان والعراق...كلنا يد واحدة
لإضعاف
الأحزاب السياسية ذات العلاقات العميقة مع
قادة إيران،.. وان استطعنا ذلك عبر التظاهرات وحتى صناديق الاقتراع فإن إيران ستخسر
عقوداً من الاستثمارات المالية والسياسية والعسكرية التي حولتها لفترة محدودة إلى واحدة من أكبر القوى في الشرق
الأوسط وايضا فإننا سنسترجع حرية قرار بلادنا ..واذكركم بالقول الجميل الذي ملأ شوارع
بغداد وبيروت زمنا طويلا(عراق حرة حرة...إيران برة برة) و(ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش
اللبناني)...