كشفت مصادر مطلعة، عن أن عدد من القوى السياسية الشيعية تسعى إلى موازنة التأثير الكبير الذي تملكه كتلة سائرون، عبر صياغة تحالف نيابي جديد، بعد تراجع دور كتلة الفتح.
وأشارت إلى أن زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، منذ أيام، بدأ مفاوضات مع رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، ونواب شيعة من كتل مختلفة، لبناء كتلة برلمانية قوامها 50 مقعدا، توازن الثقل البرلماني لكتلة سائرون التي تملك عددا مقاربا من المقاعد.
ويحاول الحكيم إقناع نواب البرلمان البعيدين عن التأثير الإيراني المباشر، بالتجمع في كتلة جديدة، توفر الغطاء السياسي لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وتتبنى تشريعات جديدة في مجلس النواب، الذي غلبت عليه الصراعات السياسية مؤخرا، وفقا لصحفية "العرب" اللندنية.
وأكد مراقبون، أن انضمام العبادي إلى هذا الحراك سيعزز رصيد السياسة الشيعية المتعقلة، ويمهد لتفاهمات على المستوى الوطني لا ترتبط مباشرة بالتأثير الإيراني.
وكشفت مصادر سياسية، عن مشاورات صياغة تفاهمات الكتلة الجديدة، إنها "قد تضم 45 إلى 50 نائبا شيعيا، على أن يشكل تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، عمودها الفقري، بالتفاهم مع العبادي".
وأشارت مصادر سياسية مطلعة إلى أن "الزعيم الكردي مسعود البارزاني ورئيس البرلمان السني محمد الحلبوسي، يدعمان هذا الاتجاه داخل السياسة الشيعية، على أمل وضع حد للتقلبات الصدرية، التي تناقض نفسها في أحيان كثيرة".
وتقول المصادر، إن "التفاهمات بشأن الكتلة الجديدة، وصلت إلى مراحلها النهائية، بالرغم من وجود تحفظات داخل كتلة العبادي على فكرة استفزاز الصدر".
ويعد العبادي من أبرز الداعمين للكاظمي، إذ ينسب إليه الفضل في تسميته رئيسا لجهاز المخابرات، عندما كان رئيسا للوزراء في 2016.
وأسهم العبادي في الضغط على مرشح كتلته، عدنان الزرفي، لتشكيل الحكومة، كي يعتذر عن إكمال المهمة، ويفسح المجال أمام الكاظمي.
ويرى مراقبون، أن "انفراد كتلة سائرون بلعب دور القوي الوحيد في الساحة السياسية الشيعية سيرتد على الحكومة والبرلمان، ويشجع الصدر على اتخاذ خطوات بشكل منفرد".
وأشاروا إلى أن "انكماش التأثير الإيراني أطرافا عديدة إلى انتهاز الفرصة لإعلان براءتها من التبعية الإيرانية. ذلك ما سيحرج مقتدى الصدر".
واوضحوا
أن "الحكيم اليوم يلعب دور الصدر نفسه إذ يسعى إلى دعم حكومة الكاظمي التي لم
تحظ بقبول إيراني كامل وقبلت بها الكتل السياسية التابعة لإيران كونها الحل الأخير
الذي يليه الطوفان".