ما عانى ويعاني منه العراق منذ العام 2003 وحتى الان من الازمات المتلاحقة ، على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والامنية وغيرها ، وآخرها الازمة المالية الخانقة وازمة فايروس كورونا ، يعكس الفشل الذريع لكل الحكومات العراقية خلال السبعة عشر عاما الماضية ..
وكما للازمات المزمنة اسبابها فان العجز عن حلها هو الاخر له اسبابه وجذوره ، فبالاضافة الى الاساس الخاطئ الذي بنيت عليه العملية السياسية باعتماد المحاصصة الطائفية والحزبية والعرقية ، هناك سبب آخر يتعلق بتخلف عقلية وضيق افق كبار المسؤولين في الدولة العراقية خلال هذه الفترة ، وابراهيم الجعفري نموذجا ..
الجعفري الذي كان رئيسا للتحالف الوطني الذي ضم في وقته القوى الشيعية الرئيسة ، وشغل رئاسة الوزراء لفترة من الزمن ثم اصبح وزيرا للخارجية ، كان له اسلوبه الخاص وطريقته الفريدة في اتخاذ القرار ..
فالدكتور الطبيب ابراهيم الاشيقر الجعفري ، المتفلسف المتحذلق بـ " الكونفوشيوسية والايديولوجية والبراغماتية " ، كان يلجأ الى اسلوب مبتكر سجل فيه " سبقا" وتفوقا على جميع نظرائه في مشارق الارض ومغاربها ، في مواجهة الامور واتخاذ القرارات الحاسمة بشأنها ..
الجعفري لم يكن يلجأ الى مستشاريه الرسميين والمقربين منه وشركائه السياسيين في اتخاذ قراراته ، بل كان له مستشار واحد يلجأ اليه ، هو " مسبحته " !!!
هذا الكلام ليس من باب التجني على الرجل ، بل هو ما كشف عنه باقر جبر صولاغ القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي على الملأ من خلال برنامج تلفزيوني .
صولاغ الذي كان وزيرا للداخلية في حكومة الجعفري ، قال ما نصه :" ان الجعفري ، القائد العام للقوات المسلحة ، رفض القيام بعملية عسكرية ضدّ تنظيم القاعدة بعد اجراء الاستخارة بمسبحته"...
ف.ا