من غير الجائز والمقبول ، المقارنة في الظرف الراهن بين كل ما يجري في البلاد من اوضاع وازمات سياسية واقتصادية وامنية ، وبين خطر تفشي فايروس كورونا المستجد .. فكل المواضيع بالامكان تأجيلها والتأني بعض الشيء في حلها ، سوى هذا الوباء الذي لاينتظر ولا يعرف التأني . ويجب حشد كل امكانات الدولة ، بالتعاون مع المواطنين، من اجل القضاء عليه والخلاص من شره باسرع ما يمكن ، والالتفات الى "الشرور" الاخرى الاقل خطرا بعد ذلك ..
الفايروس انتشر بسرعة مخيفة في كل ارجاء العالم ، لم تعقه الحدود ولا البحار والمحيطات ، ولم يختر ضحاياه على اساس الجنسية او الدين او اللون او الطائفة . وعلى هذا الاساس وانطلاقا من هذه الحقيقة سخرت كل دول العالم امكاناتها الاقتصادية والعلمية ، وحتى السياسية ، للقضاء على هذا الوباء الخطير وركنت قضاياها ومشاكلها الاخرى جانبا ..
اما ان يطالب النائب العراقي منصور البعيجي ، ونحن ما زلنا في بداية انتشار المرض وبالامكان السيطرة عليه ، باعتبار الوجود الامريكي في العراق اشد خطرا من فايروس كورونا ، فهذا كلام غير منطقي و مرفوض جملة وتفصيلا ، ليس من باب التقليل من خطر الوجود الامريكي او القبول به ، ولكن من باب الاولويات ومنع تفشي الوباء مثلما حدث في ايران ، وليس التعامل معه وارجاعه الى درجة اقل من الاهتمام بعد الوجود الامريكي .. ارضاء لايران ..
ان هذا المنطق يؤكد حقيقة استخفاف سياسيي الصدفة ونواب التزوير بالعراقيين وعدم اهتمامهم بحياتهم ، بعد ان استخفوا بآمالهم وتطلعاتهم وحرموهم من كل حقوقهم .. كما يؤكد ضرورة اجراء الانتخابات المبكرة لازاحة هذه النماذج والاتيان بمن يضع مصلحة العراق قبل مصلحة ايران وامريكا على حد سواء..
ف.ا