ماحصل في مجلس النواب يوم امس كان متوقعا وليس مفاجئا ، بل هو نتيجة منطقية لطبيعة تركيبة العملية السياسية برمتها والخليط غير المتجانس من القوى التي اتت بها المحاصصة الحزبية والطائفية الى قبة البرلمان ..
ان الخلاف في الرأي والمواقف تحت سقف قبة البرلمان ، هو من صلب العمل النيابي وما يعطيه قوة وحيوية في الانظمة الديمقراطية الحقيقية ، لكن ان يكون الخلاف بالصورة التي حدثت امس وان يصل الامر الى " العناد" ومحاولات لي الاذرع بين رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ونائبه الاول حسن الكعبي ، بحيث ينهي الاول الجلسة ويعلن تأجيلها ، بينما يرفض الثاني ويصر على البقاء في مكانه وحوله مجموعة من مؤيدية ، فضلا عن تبادل الاتهامات بين اطراف برلمانية من خلال وسائل الاعلام ، فان هذا يعني انقساما حادا وخطيرا وليس مجرد اختلاف اراء ومواقف برلمانية ..
ان الاحداث التي شهدها مجلس النواب امس تكشف الكثير من الحقائق عن طبيعة النواب والدوافع الحقيقية التي تحركهم والمصالح الحزبية والفئوية التي تقف وراء مواقفهم ، الا ان الحقيقة الاكبر التي كشفتها هي ان ايا من الجالسين تحت قبة البرلمان ليس ممثلا حقيقيا للشعب ، وان الانتخابات الاخيرة كانت مزورة وغير حقيقية ، وهذا هو السبب الذي يجعل من يدعون انهم ممثلون للشعب يتخوفون من الانتخابات المبكرة ، لعلمهم " يقينا " انها ستطيح بهم .. فالشعب الذي يدعي هؤلاء انهم يمثلونه ليس منقسما كما هم منقسمون ، بل وحده هدف واحد هو ازاحتهم وازاحة فسادهم ..
ف.ا