في العملية السياسية العراقية ثمة مفارقات وتناقضات ، وعمليات " ضحك على الذقون " تحت ذرائع ومبررات شتى .
التناقض الاول هو ما حدث مع رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي ، حين جوبه بضغوط شديدة واتهامات بالضعف والفشل من جميع الكتل السياسية ، واليوم تعمل هذه الكتل على اعادته وتكليفه ثانية لتشكيل حكومة انتقالية ، بعد ان لم يستطيع خلال سنة كاملة تعيين وزيرة للتربية ..
والبرلمان الذي هرع الى القوات الامريكية والتحالف الدولي لانقاذ العراق من خطر داعش ، بعد ان احتل ما يقارب نصفه وطرق ابواب النصف المتبقي ، هذا البرلمان ذاته يطالب اليوم باخراج هذه القوات بداعي السيادة والاستقلال ..
الاحزاب السياسية لم تتفق حتى الان على مرشح لرئاسة الحكومة ، بداعي عدم الوصول الى مواصفات تلبي مطالب المتظاهرين .. هذه الاحزاب نفسها قتلت ميليشياتها اكثر من 500 متظاهر ، وتمارس يوميا عمليات اغتيال وخطف ناشطين واعلاميين ..
الا ان اكبر عملية ضحك على الذقون ، هي ما اعلن عنه النائب عن تحالف سائرون رياض المسعودي, حول الاجتماع الذي جرى بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس تحالف الفتح هادي العامري.
المسعودي اوضح ان العامري والصدر ناقشا مستقبل وجود القوات الاجنبية في العراق وضرورة التعامل مع المتظاهرين بشكل ايجابي ..
الموضوع الثالث الذي ناقشه الرجلان ، حسب قول المسعودي ، هو المضي بتأسيس قرار عراقي وطني " بعيدا عن المؤثرات الخارجية"..
ملاحظة صغيرة لابد منها هنا ، وهي ان الصدر والعامري ناقشا القرار العراقي البعيد عن المؤثرات الخارجية .. في قم بايران !!!
ف.ا