زيارة نائب الرئيس الامريكي مايك بنس يوم امس للعراق ، والطريقة التي تمت بها وماجرى خلالها ، يمكن ان تعطي صورة واضحة لما آلت اليه الامور بين بغداد وواشنطن في الفترة الاخيرة اثر اصرار حكومة عادل عبد المهدي على مضيها بسياستها في قمع المتظاهرين والمماطلة والتسويف في تنفيذ مطالبهم ..
المسؤول الامريكي وصل الى العراق دون دعوة ( هو ليس بحاجة لها على اية حال) وحتى دون اخطار السلطات العراقية ..واتجه من فوره الى قاعدة "عين الاسد " في محافظة الانبار للاحتفال مع جنود بلاده بعيد الشكر ..
ولو اكتفى بنس بذلك وعاد الى بلاده لهان الامر بعض الشيء ، باعتباره مسؤولا يتفقد قوات بلاده في بلد محتل ويحتفل معها ويطلع على احوالها ..
لكن الرجل ما ان انتهى من الاحتفال في "عين الاسد" حتى انتقل من فوره الى اربيل والتقى هناك برئيسي الاقليم وحكومته البارزانيين نيجيرفان ومسرور .. واكتفى باتصال هاتفي من هناك برئيس الوزراء عادل عبد المهدي ..
هذه الزيارة والتجاهل المقصود لرئيس الوزراء والعبور من فوقه ، تعبر بدون لبس عن حقيقة نظرة واشنطن "الان" لحكومة بغداد وكيفية التعامل معها .. وبتعبير ادق " اهمالها " .. والا كيف يمكن تفسير القفز مباشرة من الانبار الى اربيل ، دون " القاء التحية " على بغداد وهي ، وليست اربيل ، عاصمة العراق ..
ماجرى في زيارة بنس ليس صدفة او جاء اعتباطا ، ولا يمكن فصله عن تقرير " نيويورك تايمز " الاخير عن ارتباط وعلاقة كبار المسؤولين العراقيين وتبعيتهم لايران ونفوذ السفارة الايرانية في بغداد .. كما لايمكن فصله عن تصريحات وزير الخارجية الامريكي بومبيو بان الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على مسؤولين عراقيين "فاسدين"، وسط استمرار المظاهرات ضد سلطات العراق في مختلف انحاء البلاد.
الرسالة كانت واضحة وعبر عنها بنس في مكالمته الهاتفية مع عبد المهدي ، اذ حثه ، حسب مسؤول في البيت الابيض ، على احترام حرية التعبير في التعامل مع المظاهرات المستمرة في بلاده و"فصل" الحكومة العراقية عن التأثير الايراني ..
كما قال بنس لعبد المهدي بالحرف الواحد وبالفم المليان :" ان زيادة النفوذ الايراني في العراق اضعف تعاون واشنطن مع بغداد " ..
ع د