"علاء مشذوب" أديب وروائي، عاصر الحكام وشهد على الزمان وما فعله بالعرق، فحاول إظهار واقع العراق في كتاباته التي لطالما كانت تجذب قرائه وتتحدث عنها الأوساط الأدبية والثقافية.
لم يهمل "مشذوب" في رواياته إيران و"الخميني" وسياسة الملالي، وما تفعله في العراق، وأثر تدخلاتها على انهيار المنظومة الأمنية، والاقتصادية، والصحية، والسياسية.
وطالما تطرق "مشذوب" إلى إيران وميليشياتها. لذلك لم يفكروا سوى في اغتياله، حيث باتت كربلاء أمس السبت على فاجعة اغتيال الروائي علاء مشذوب بثلاثة عشر رصاصة من رصاصات الغدر الإيرانية.
في آخر تغريدة له على "تويتر" نشر علاء مشذوب صورة "الخميني" رأس الشر الإيرانية وعلق قائلاً: "كانت عندي فكرة ضبابية عن هذا الزقاق الذي سكنه الخميني، وهو فرع من الزقاق الرئيسي والطويل والذي يطلق عليه (عكد السادة) هذا الرجل سكن العراق والكويت لما يقارب 13 عامًا ثم رحل إلى الكويت التي لم تستقبله فقرر المغادرة إلى باريس ليستقر فيها ومن بعد ذلك صدر ثورته إلى إيران عبر كاسيت..."
ورفض مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الجريمة المروعة التي قامت بها ميليشيات إيران في العراق، بالإقدام على اغتيال الروائي والاديب علاء مشذوب.
وقالوا إنها تفضح إيران الملالي وعصاباتها المسلحة وتفضح أصنامهم الكبرى الخميني وخامنئي.
ولفتوا إلى أن اغتيال مشذوب جاء بعد أن نالت تغريداته الخميني صنم إيران الأكبر، وانتقدت جرائمه ومسيرته.
يقول الإعلامي والمحلل السياسي شاهو القرة داغي: " إن علاء مشذوب في أحد منشوراته قال إذا مرضت إيران تعافى العراق والعكس صحيح، وطبعا الحكومة ستشكل لجنة وتعلن أن الأسباب اجتماعية.
وأضاف د.علي الجابري: أن "إيران قتلته في عقر داره بدم بارد، بعد أيام من كتابته مقالاً هاجم فيه إيران.. له الرحمة والمغفرة واللعنة تلاحق قاتليه".
وتابع آخرون قائلين: "13 رصاصة اخترقت جسده لكنها لن تستطيع اختراق كلماته ومؤلفاته الشجاعة... اغتيال الكاتب والروائي علاء مشذوب بعد مهاجمته الأحزاب الإسلامية وتطاوله على الخميني".
ونشر ناشط لافتة بجانب صورة مشذوب قائلاً: هذه اللافتة ستكون نهاية لكل من يختلف سياسيا وفكريًا في العراق، لأنك عراقي خالص بلا شوائب يجب أن تقتل".
علاء مشذوب، كاتب عراقي نال شهادة الدكتوراه في الفنون الجميلة عام 2014، وكتب بحوثاً ودراسات عديدة في مجال اختصاصه.. توالت مجاميعه القصصية وهي: (ربما أعود إليك) عام 2010، و(الحنين إلى الغربة) عام 2011، و(زقاق الأرامل) عام 2012، و(خليط متجانس) عام 2013، و(لوحات متصوفة) عام 2017.. وفي الرواية، بدأ مع روايته (مدن الهلاك ـ الشاهدان) عام 2014، و(فوضى الوطن) عام 2014، و(جريمة في الفيس بوك) عام 2015، و(أدم سامي ـ مور) عام 2015، و(إنتهازيون … ولكن) عام 2016، و(حمام اليهودي) عام 2017، و(شيخوخة بغداد) عام 2017.
من أقوال مشذوب في حوار له مع أحد الصحف قال: "الوطن الذي يجعل من المواطن بقرة حلوباً وقرباناً لنظامه السياسي ليس بوطن.. والوطن الذي تحكمه طغمة من الفاسدين وظيفتهم النهب والسلب ليس بوطن، بل ضيعة بدون راع.