أطلق ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، هاشتاكًا تحت عنوان« التعليم إلى أين»، لتسليط الضوء على المشكلات التي تتعلق بموضوع التعليم، ومدى تأثيراتها السلبية على مستقبل العراق، مطالبين الحكومة الاتحادية بمراجعة سياساتها وطريقة تعاطيها مع هذا الملف.
وأكد النشطاء، أنه مع تفشّي الفساد وغياب الرقابة شهد العراق أزمات كثيرة، منذ عام 2003، وفي مقدمة هذه الأزمات ما شهده النظام التعليمي من تردي وتراجع أدّى إلى تدهوره بالكامل وارتفاع نسبة الأمية إلى مستويات مخيفة.
وأكدوا، أن الحل يكمن بالاستعانة بالطاقات البشرية العراقية، من خلال الاستعانة بخبرات المشرفين وخبراء التربية المحالين على التقاعد، مشددين في الوقت نفسه، على أن هناك ضرورة ملحة لتخصيص ميزانيات كافية لاستدراك الخلل.
في البداية يقول محمد السعدي : « بعيدًا عن طريقة الأنظمة التي حكمت العراق في حقبة من الزمن، لكن في عام 1991 كان العراق يمتلك نظامًا تعليميًا، يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في منطقة الشرق الأوسط، كذلك كانت نسبة القادرين على القراءة والكتابة في فترة 1970-1980 من القرن الفائت عالية..أما الآن التعليم إلى أين ؟».
وأضافت الناشطة سمر : « لم يعد التعليم العراقي كالتعليم الذي كانت تتلقاه العقول والأعلام الذين كانت لهم بصمتهم ولمساتهم في هذا البلد..ما زالت أزمان الحروب والفساد تقضي على ماضيكم وحاضركم ومستقبلكم أنتم وأولادكم ..هل من تغيير؟! ».
وكتب مصطفى البرزنجي : « يعتبر صف السادس العلمي أو الأدبي هو سبب تعاسة ٣٠٪ من شبابنا وبناتنا، وسبب دمار وفشل حياه معظم طلابنا.. نرجوا من وزاره التربية إذا كانت صادقة بتغير منهج مراحل المنتهية وعدم غلق باب بوجه طلاب..لانطالب بامتحان دور ثاني وثالث بل تطوير منهج وطريقه نجاح وفتح معاهد حرفية ».
أما «إياد الرواي»، فشارك عبر الهاشتاك، كتبًا رسمية في وزارة التربية تكشف الأخطاء الإملائية، والتي تؤكد حقيقة تراجع التعليم في العراق، وكتب قائلًا : « نقيب المعلمين يعمم كتاب خلو النقابة من الإضراب و ماشية بموضوع السكن، تره اكو مواضيع تمس المجتمع العراقي و الأخطاء باللغة والمفردات السوقية الموجودة بالكتب، مو بس سكن المعلمين ولو هو كتابك خطأ شلون راح تلاحظ أخطاء الكتب..السكن الائق خطأ إنما تكتب هكذا اللائق .. (#التعليم_الى_أين) ».
واستذكر المهندس «محمد» التقدم التعليمي الذي شهده العراق سابقًا، وغرد قائلًا : « حقق نظام التعليم العراقي 1984إنجازات في ارتفاع معدل الالتحاق أكثر من 100%، و مساواة بين الجنسين في معدلات الالتحاق، وانخفضت نسبة الأمية بين الفئة العمرية 15-45 إلى أقل من 10% ، وبلغ الإنفاق في مجال التعليم 6% من الناتج القومي الإجمالي و20 ٪ من ميزانية الحكومة ».
أما الناشط محمد فقد دعا إلى إضراب الطلبة في كافة مدارس العراق، وقال : « التعليم قد انهار في العراق بسبب الوضع المخزي والفساد الإداري والأخلاقي العلني لوزارة التربية؛ ولذلك نضم صوتنا للمطالبة بحقوق طلابنا، والإضراب حق قانوني للاحتجاج والمطالبة بوضع حلول جذرية لوزارة نهت أجيال بسبب فشل إدارتها، وقريبًا سيشهد العراق بكافة مدارسه إضرابًا عن الدوام ».
أما «فراس»، فاعتبر
أن بيع الدرجات الوظيفية في وزارة التربية دليل قاطع على المهزلة التي تحصل في التعليم،
حيث قال : « أحلى شي الدرجات الوظيفية التي أعلنت وتخص وزارة التربية بلغ سعر الوظيفة
15 ألف دولار، أي تعليم؟.. اقرأ على التعليم السلام، إذا كان المعلم أو التدريسي راشي
فماذا يصبح التلميذ الذي يتخرج من تحت يدهم ؟ ».
وأشار أحد
المعلقين، إلى أن صعوبة المناهج تجر التعليم إلى الهاوية، وكتب : « التعليم إلى «الهاوية»، أقولها وكلي يقين، تغيير
المناهج وصعوبتها وخاصة المراحل الابتدائية لا تصب أبدًا في مصلحة التلميذ؛ بل تهدف
لتدمير المنظومة التعليمية ».
ويشهد نظام التعليم في العراق انهيارًا وتراجعًا كبيرًا منذ عقود، جراء
الحروب التي خاضها العراق، وكثرة الفساد في مفاصل وزارة التربية، وضعف اهتمام الحكومة
بالواقع المعيشي للأسر وعدم إدراكها لمخاطر ترك معظم الطلبة النازحين والأسر
الفقيرة مقاعد الدراسة.
ووصف تقاريرعدة، واقع التعليم في العراق حاليًا، بأنه واقع صعب وعسير ويدعو إلى الشعور بالمرارة، مؤكدة أن المشاكل كثيرة لا تحصى سواء منها المتعلقة بتوفر عدد المباني المدرسية الصالحة للدراسة أو بعدد الطلاب الذين ينخرطون في الدراسة بشكل منتظم أو حتى بعدد المعلمين والمدرسين.
وتؤكد التقارير، أن هناك تدنٍ واضح في المناهج وفي نظم التدريس وفي كفاءة المعلمين والمدرسين؛ ما يتطلب وضع سياسة تربوية جديدة سيحتاج تنفيذها إلى وقت.