خيم الحزن على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعدما تناقلت وسائل الإعلام، نبأ وفاة الشاعر عريان السيد خلف، الذي رحل ،اليوم الأربعاء، في مستشفى مدينة الطب ببغداد، إثر وعكة صحية طارئة.
وأطلق مغردون هاشتاكًا تحت عنوان « #عريان_السيد_خلف»، معبرين من خلاله عن حزنهم على وفاة الشاعر الكبير.
وشارك في الهاشتاك سياسيون ومفكرون ومغردون، من جميع الدول العربية، ليحتل بعدها قائمة التريندات الأكثر تدولًا بين المستخدمين في العراق.
ومن أبرز المعلقين عبر الهاشتاج، رئيس الجمهورية برهم صالح الذي غرد قائلًا : « برحيل الشاعر الكبير عريان السيد خلف يفقد العراق قامة من قاماته الثقافية الكبيرة، ما قدمه أبو خلدون لبلاده هو شيء نادر ومبدع، وليس سهلاً أن تكون صوتًا عاليًا وصادقًا لشعبك على مدى عقود.. بقلب حزين نودع عريان، ونستذكر قصائده الخالدة التي يرددها الجميع، وتحفظها ذاكرة الوطن».
وقال رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي : « خسرنا شاعرًا عراقيًا وطنيًا كبيرًا أغنى الأدب العراقي الشعبي بالكثير من النتاجات الشعرية الرصينة، تغمده الله بواسع مغفرته ورحمته، كما لا يسعني بهذه المناسبة الحزينة إلا أن أشد على أيدي ذوي الراحل، داعيًا من العلي القدير أن يلهم ذويه الصبر والسلوان».
وعزى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، برحيل الشاعر عريان السيد خلف، وكتب على «تويتر» : « ببالغ الأسى وعمیق الحزن تلقینا نبأ وفاة أحد أبرز الشعراء العراقيين الشعبيين».
وأضاف: « أسهم في إثراء الحركة الثقافية
في العراق من خلال أشعاره وقصائده التي تغنت بحب الوطن، وبمواقفه الوطنية التي كان
لها الأثر الكبير في الشارع العراقي».
وتناقل المغردون
صورًا وفيديوهات ومقاطع من قصائد الشاعر الراحل، مؤكدين أن العراق خسر أحد أعمدة
الثقافة العربية.
ويقول أحمد
جبار: « هنيئًا لـ عريان السيد خلف كل هذا الحب والحزن، هكذآ يرحل العظماء ليس إلى
الموت والنسيان بل إلى الخلـــود الأبـــدي ».
وأضاف غزوان الزيدي: « على جثمان عريان السيد خلف توحدت الدموع والكفوف والكلمات العراقية من مختلف الأطياف والطوائف والقوميات، ولم يبكه أحدًا لأنه رمز سني أو شيعي أو شعري، فقد توحد الجميع لانهيار جبل عراقي… ونجم عراقي قد هوى..كتب للشعب ..ترجم أوجاع الجميع.. لروحك السلام».
أما فهد العيبان فيقول : « ويموت الشعراء، ويذهبون واحدًا واحدًا دون أن يخبرونا ما هو الشعر، دون أن يخرجوا من صدورهم الورقة الأخيرة التي تركوا فيها السر، وكيف كانوا يقولون الكلام، وما هو ذاك الإشعاع الحار الذي يلون الكلمات ويضيئها كما تفعل الكهرباء؟».
وتابعت إحدى المغردات بقولها : « تأثر العراق بموت عريان السيد خلف، هذا أكبر دليل بأن الشعب العراقي شعب الشعر والشعراء».
وكتب أحد المعلقين : « عندما توفي الشاعر و المغني الفرنسي الشهير شارل ازنافور، نعى الرئيس الفرنسي الفقيد للشعب والعالم بالقول : « نحن أمة لا يموت شعرائها»...اليوم ودع العراق ابنه و شاعره و قصيدته عريان السيد خلف، و أقل مايمكن أن تقدمه الدولة لهذا العملاق تشييع يليق باسمه و اسم العراق ».
وكتب أحمد العراقي : « إلى رحمة الله..أحد رموز المجتمع العراقي، انطأفت شمعة كانت منيرة في طريق الثقافة العراقية».
بينما اكتفى
معلق بكلمات مقتضبة : « رحم الله ابن الناصرية الفيحاء».
وعريان السيد خلف ( 1940-2018)، شاعر شعبي عراقي ولد في محافظة ذي قار، في قلعة سكر على ضفاف نهر الغراف، وبدأ نشر قصائده
مطلع الستينيات من القرن العشرين.
عمل في الصحافة العراقية وفي التلفزيون وفي الإذاعة وحصل على جوائز وشهادات منها.
_ وسام اليرموك من جامعة
اليرموك من الأردن.
_ شهادة دبلوم صحافة، وهو
عضو نقابة الصحفيين العراقيين واتحاد الصحفيين العرب ومنظمة الصحافة العالمية عضو في
الحزب الشيوعي العراقي، كما أنه عضو في جمعية الشعراء الشعبيين العراقيين.
استطاع أن يتواصل مع حركة الأدب الشعبي عن طريق طبع الدواوين أو إعادة نسخ ما
طبع نشر عدة قصائد ذات مغزى سياسي رافض منها قصيدة القيامة التي وصف فيها مدينة كربلاء
إبان أحداث الانتفاضة الشعبانية عام 1991 في وسط وجنوب العراق وقصيدة شريف الدم التي
أهداها للإمام الحسين.
كما ونشر قصائد سياسية في السبعينيات كشفت عن هويته الفكرية مثل قصيدة نذر وقصيدة
الشاهد.
وكتب للعديد من الفنانين العراقيين
ومنهم فؤاد سالم وقحطان العطار وسعدون جابر ورياض أحمد وأمل خضير وعبد فلك.
شكّل ظاهرة شعرية مع الشاعر كاظم إسماعيل الكاطع من خلال بعض السجالات بين الشاعرين،
كان آخرها قصيدة ما ترتاح التي يشير البعض أنّها جاءت ردًّا على قصيدة الأخير المعنونة
«ما مرتاح»، غير أن عريان السيد خلف نفى هذا، قائلا إن «لا رابط بين القصيدتين».
يعتبر عريان السيد خلف من الرموز الثقافية
الوطنية التي يعتبرها الكثير من العراقيين رمزًا للوطنية والمبدئية العالية، وهو يمثل
أحد أقطاب الشعر الشعبي في العراق، بالإضافة إلى مظفر النواب وكاظم إسماعيل الكاطع
وعطا خميس السعيدي.