وصف رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، ظاهرة نفوق الأسماك في بعض المحافظات بأنها "كارثة كبيرة"، مطالبين الحكومة بضرورة التحقيق الفوري في الحادثة وبيان ذلك للرأي العام، مع وضع حلول سريعة لهذه المشكلة.
وعبر هاشتاك "#نفوق_الأسماك"، الذي انتشر كالنار في الهشيم في الأوساط العربية بأكملها، أكد النشطاء أنه لا يمكن تصور الحدث بالأمر الطبيعي والعابر، بل إن هناك أياد خفية تخطط لضرب الاقتصاد العراقي برمته.
وتأتي هذه الأزمة
البيئية بعد أيام من إعلان وزارة الزراعة الاتحادية نجاحها بتأمين الاكتفاء من الأسماك
المحلية.
وتداول المستخدمون
صورا وفيديوهات تظهر نفوق العديد من الأسماك في نهري دجلة والفرات.
وأظهرت المقاطع المتداولة
مئات الأسماك متكدسة على ضفاف نهر الفرات بمحافظة بابل، وسط ذهول أهالي المنطقة.
وعبر المغردون عن
سخطهم مما يحدث، وأطلقوا نداءات استغاثة تطالب الحكومة بالتحرك العاجل لوقف هذه الكارثة
البيئية محذرين من مخاطرها الصحية على المواطن.
كما تناقل نشطاء مقاطع لصيادين يدفنون الأسماك الناقفة، فيما قام البعض الآخر بتجميدها وبيعها في الأسواق.
وتساءل آخرون عن
أسباب استمرار هذه المشكلة واتهموا المسؤولين بالتقصير في حل المشكلة البئية المستمرة
منذ أشهر.
وغرد الصحفي سيف
صلاح الهيتي قائلا :" دائماً مصائبنا لاتأتي فرادى، نفوق الأسماك في العراق ليس
له سبب واضح وخسارة عظمى بل هي قضية "أمن قومي" رغم الجامعات العريقة والشهادات
المعتبرة، ننقل العينات إلى الأردن لمعرفة الأسباب!."
وعلى نفس المنوال،
كتب يوسف مطر :" العراق بحاجة إلى جهاز أمني يرتبط برئيس الوزراء حصرًا مهمته
معالجة الحالات الطارئة والتصدي لها ولا يرتبط بالمنظومة الأمنية المتراخية والمخترقة
من قبل مافيات الفساد #نفوق_الاسماك.".
وألمح مغردون إلى
وجود أياد خفية تهدف إلى تخريب الاقتصاد العراقي من خلال تسميم الأسماك، وهو يأتي عقب
إعلان العراق اكتفاءه من الأسماك.
وفي هذا الإطار،
قال الكاتب والمحلل السياسي شاهو القرة داغي إن :" نفوق الآلآف من الأسماك في
العراق يُعتبر كارثة بيئية و أيضًا اقتصادية ، ومن المؤكد أن هناك أيادي سوداء تقف
وراء هذه الجريمة، ولكن ضعف الحكومة و أجهزة الدولة تُسهل هذه الجرائم في ظل غياب سلطة
القانون".
أما العالم السني حسين المؤيد فأوضح، أن كارثة نفوق آلاف الأطنان من السمك دفعة واحدة و بشكل مفاجيء، هي سابقة لم تحصل في تاريخ العراق الحديث، وتعد تدميرًا ممنهجًا لممتلكات العراق و ثرواته و خيراته، مشيرًا إلى أنها تثير علامات استفهام كبرى تشير إلى جريمة بقصد، في ظل سيطرة القوى الصفوية، ومع فقدان الدولة الوطنية يستمر مسلسل التدمير.
وكانت وزارة الزراعة نفت أن يكون سبب نفوق كميات كبيرة من الأسماك
في العراق جراء إلقاء مواد أو فضلات سامة في الأنهار.
وعزت الوزارة، نفوق
آلاف الأسماك إلى تفشي مرض "تنخر الغلاصم (الخياشيم) البكتيري" الذي شخص
مختبريا بعد فحص عينات من الأسماك النافقة.
وأوضحت الوزارة أن
الإصابة الأولى بالمرض ظهرت بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في مناطق بمحافظة
ديالى إلى الشرق من بغداد وكذلك في التاجي والطارمية شمالي بغداد في أقفاص (أحواض)
تربية الأسماك.
من جهته أشار النائب
عن محافظة بابل منصور البعيجي، إلى أن عينات قد أخذت من الأسماك النافقة ونقلت إلى
العاصمة وإلى خارج العراق لتحليلها والوقوف على أسباب تفشي المرض.
وأشار البعيجي، إلى
أن سبب سرعة تفشي المرض هو ازدحام نهر الفرات بأحواض تربية الأسماك والمسافات المتقاربة
بين هذه الأحواض.
أ.س