لا تألو إيران جهدًا في مساعيها للسيطرة على القرار العراقي، ومن المؤكد أنها لن تسمح بوجود رئيس وزراء وطني على رأس السلطة أو على الأقل محايد، وما أثار المخاوف مؤخرًا هو قرار محكمة القضاء الإداري بإعادة رئيس الحشد الشعبي المقال فالح الفياض إلى مناصبه، ما يدل على أن الامور بدأت تسير في سياق غير آمن، ليس في صالح العراق وشعبه.
إلغاء قرار العبادي بشأن الفياض
وكان المكتب الإعلامي لرئيس ميليشيا الحشد الشعبي المقال فالح الفياض، أعلن أمس الإثنين، صدور قرار من محكمة القضاء الإداري، بإلغاء قرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته القاضي بإعفاء الفياض من مناصبه.
وقال
المكتب في بيان إن المحكمة ألغت قرار العبادي القاضي بإقالة مستشار الأمن الوطني ورئيس
جهاز الأمن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، وقررت إعادته إلى جميع مناصبه.
قرار محكمة القضاء الإداري مخالف للدستور
من جانبه أكد الخبير القانوني أمير الدعمي، إن قرار إعادة فالح الفياض، الصادر من محكمة القضاء الإداري، مخالف للدستور .
وأشار، إلى أن القرار ناقض الدستور في المادة ٧٦ التي أناطت برئيس الوزراء رسم السياسات العامة للدولة، وبالتالي قرارات رئيس الوزراء تعد من السياسات العامة والسلطة التقديرية للدولة.
أما الخبير القانوني طارق حرب، فقال إن محكمة
القضاء الإداري لم تلغي قرار إعفاء الفياض من مناصبه إطلاقا، بل هي جمدت القرار، وستصدر
قرارًا نهائيًا بشأنه في وقت لاحق.
وأضاف حرب، أنه يحق لفالح الفياض الرجوع إلى جميع مناصبه السابقة، بشكل
طبيعي، كون قرار الإعفاء مجمد عن التنفيذ.
فالح الفياض خطر على العراق
بدروهم أكد مراقبون أن تواجد فالح الفياض زعيم حرکة عطاء على الساحة السياسية العراقية ، ليس به أدنى شك من أنه طبخة خاصة للنظام الإيراني، مشيرين إلى أن الفياض أکثر اندفاعًا من نوري المالکي نفسه في تنفيذ المخططات الإيرانية في العراق.
وأكدوا
أن، الفياض لعب دورًا ضد المعارضين الايرانيين من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، الذين کانوا
يقيمون في معسکر أشرف، ومن بعده في مخيم ليبرتي، حيث شارك في عمليات قتل وإبادة العشرات
منهم إضافة إلى أنه کان عراب الحصار القاسي المفروض عليهم.
وأكدوا أن، قاسم سليماني، كان يحاول تنصيب الفياض، کرئيس للوزراء بدلاً من العبادي، الذي
يبدو أن جريمته هي التعبير عن موقف في صالح الشعب العراقي، وعدم الوقوف في موقف لصالح
النظام الإيراني على حساب المصالح العليا للشعب العراقي.
وحذر المراقبون من مسلسل کارثي جديد في انتظار العراق
حال استجاب رئيس الوزراء المكلف عادل عبدالمهدي لضغوط الكتل السياسية، وسماحه بدور
أكبر محوري لميلشيا الحشد الشعبي في العراق.
الفياض سينفذ أجندة طهران
وأوضحوا، أن الفياض لايوجد شئ يمکن أن يردعه في طريق التفاني لخدمة أسياده في طهران، وهو أشد إجرامًا من نوري المالكي.
وشددوا، على أن عبدالمهدي يجب عليه الإسراع في فك أسلحة ميلشيا الحشد وإبعاده بشتى الطرق عن التدخل في شؤون العراق.
وأشاروا، إلى أن الحشد الشعبي لا يزال يتلقى أوامره من إيران رغنم استيعابه في الدولة العراقية.
أ.س