سينتهي الوقت الضائع من غير أن تجد إيران حلا لأزمتها مع العالم. ذلك ما يمكن استنتاجه من طريقة إدارة إيران لأزمتها. وهي إدارة تقوم على إضاعة الفرص المتاحة في انتظار فرص لن تأتي.
ما حدث في السودان يقدم صورة بيضاء عن حراك شعبي منظم حرص القائمون عليه على استبعاد العنف كما حرص الجيش من جهته على أن لا يتورط في ارتكاب أية جريمة. وهكذا تمت إزاحة البشير عن السلطة بطريقة سلمية وهو ما لم يكن متوقعا على الاطلاق.
من المبكر الآن التفكير في مصير حزب الله "اللبناني" ذي الهوية الإيرانية فيما لا تزال إيران تلوح بإمكانية عقد اتفاق نووي مضلل جديد مع الولايات المتحدة يتيح لها بعد الانتهاء من مسألة برنامجها النووي أن تبقى مهيمنة على المنطقة لأمد غير معلوم.
الحملة العسكرية الأميركية التي تهدف إلى حماية دول المنطقة من أية خطوة إيرانية طائشة لن تتوقف إلا إذا وقعت معجزة. تلك معجزة تنقذ إيران وحدها فيما تبقى المنطقة تعاني من الداء الإيراني إلى أمد غير معلوم. ذلك إجراء ظالم لا أعتقد أن المجتمع الدولي قادر على تحمل تبعاته.
يبدو أن العسكر في السودان قد قرروا أن لا تقع بلادهم ضحية لربيع عربي متأخر. لذلك فإنهم مارسوا أشد أنواع الانضباط في مواجهة حركات المعارضة التي كانت تحلم، من خلال الاستمرار في المواجهة، بوقوع مجازر ينتقل السودان بعدها إلى المجهول.
الحرب بين الولايات المتحدة وإيران يمكن أن لا تقع في حالة إذعان الأخيرة للشروط الأميركية. وهو أمر لا يمكن توقع حدوثه ما دام المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي حيا.
ليس كل ما تفكر فيه إيران سيجد طريقه إلى التنفيذ. فالبلد الذي يواجه خطر وقوع حرب ستشل الجزء الأكبر من قدرته العسكرية لم يعد يملك أوراقا مخفية ليلعبها في صراعه مع الولايات المتحدة.
لا قدرة لحزب الله على الاستمرار في البقاء إذا ما فقدت إيران نفوذها في المنطقة. ذلك الحزب باعتراف زعيمه هو منظمة إيرانية وهو باعتراف الإيرانيين ذيل أو ذراع إيرانية ممدودة في المنطقة.