في الذكرى الـ 14 لاغتيال سمير قصير، الكاتب والصحافي الذي واجه بقلمه وفكره نظام الوصاية السوري، واحد صانعي "ثورة الاستقلال" في لبنان، لا يزال في بيروت مكان لممارسة الشجاعة والدفاع عن الانسان العربي عموما والسوري تحديدا.
ما زالت إيران عاجزة عن استيعاب أن العالم تغيّر وأن ليس في الإمكان التعاطي مع المعطيات الدولية الجديدة بأساليب قديمة من نوع الاعتداء على المملكة العربية السعودية وعلى ناقلات نفط أو مشتقات بتروكيميائية للردّ على العقوبات الأميركية.
ما يدلّ على أنّ ما قامت به إيران لم يؤد إلى النتائج المرجوّة غياب أيّ ارتفاع لأسعار النفط. في الواقع، تغيّر العالم إلى درجة لم يعد اعتداء على ناقلات في الخليج يؤثر على الأسعار.
لم يكن الاتفاق في شأن الملفّ النووي هدفا بحد ذاته سوى لإيران من جهة، وإدارة باراك أوباما من جهة أخرى. هذا ما يفسّر إلى حدّ كبير الإصرار الإيراني على دعوة أوروبا إلى إنقاذ الاتفاق الذي استطاعت استغلاله إلى أبعد حدود من أجل الاستمرار في مشروعها التوسّعي.
لا يمكن عزل العمل الإرهابي في طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، ليلة احتفال المسلمين في لبنان وفي تلك المدينة بعيد الفطر، عن الظروف العامة التي يمرّ بها البلد. فجأة ظهر “داعش” على شكل شاب سنّي من أهل المدينة يُعتبر من أصحاب السوابق، واعتدى على رجال أمن لبنانيين ينتمون إلى سلكي قوى الأمن والجيش وقتل أربعة من هؤلاء.
تتعاطى إيران بطريقة قديمة، لا تعرف غيرها، مع تحديات من نوع جديد لم تعتد عليها. لا تبدو قادرة على الخروج من نمط معيّن يتحكّم بتصرفاتها أو ردود أفعالها. هذا عائد إلى أنّها أسيرة فكر معيّن يقوم على احتقار العرب عموما، وعلى اعتبارهم يخشون المواجهة وذلك في ضوء تمكّنها من تحويل شبه الهزيمة التي لحقت بها في العام 1988 إلى انتصار على العراق والعراقيين. ترفض حتّى أن تتعلّم من التجارب التي ولدت من معارك حرب السنوات الثماني مع العراق. لا تريد أن ترى من تلك الحرب سوى الجانب الذي يناسبها والذي يخدم طموحات نظامها ومشروعها التوسّعي.
ليس سرّا في واشنطن أنّ الإدارة الأميركية لا تريد حربا عسكرية مع إيران. ستحاول الإدارة الذهاب بعيدا في حربها الاقتصادية من أجل تحقيق الأهداف التي تسعى إليها. على رأس هذه الأهداف عودة إيران إلى دولة طبيعية تحصر همومها في الاهتمام برفاه شعبها.
ودّع لبنان البطريرك نصرالله بطرس صفير في مأتم مهيب شارك فيه انتهازيون لم يكنّوا للبطريرك أي تقدير في يوم من الايّام. معه، ودّع لبنان آخر رموز الصلابة المسيحية في وجه الوصاية، ايّا تكن هذه الوصاية على البلد. بين من ودّع البطريرك، الذي كان بطريرك لبنان، كثيرون لم يستوعبوا رسالته التي تختزلها تلك القدرة التي امتلكها على التفريق بين الحقّ والباطل، بين الصدق والكذب، بين التواضع والبحث عن الجاه والثروة والكلام الخالي من أي مضمون بعيدا عن كلّ ما له علاقة بالتعاليم المسيحية.
لا يزال الامل كبيرا في ان يكون السودان تجاوز مرحلة الخطر التي كانت ستؤدي الى فوضى ليس بعدها فوضى، على الرغم من العراقيل التي ظهرت مجددا في وجه التوصل الى اتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي و"قوى اعلان الحرّية والتغيير". مثل هذا الاتفاق اكثر من ضروري من اجل تفادي مرحلة يترحّم فيها السودانيون على عمر حسن البشير.
حرب أم لا حرب مع إيران، ليست تلك هي المسألة ما دامت الحرب قائمة. يدل على أنّ هذه الحرب قائمة الاعتداءات الإيرانية على سفن تجارية قبالة ميناء الفجيرة وهجمات عبر طائرات من دون طيّار على منشآت نفطية سعودية. وراء هذه الهجمات التي نفّذها الحوثيون،
لا يقدّم التصعيد الإيراني في مياه الخليج ولا يؤخّر، عفوا إنّه يقدّم، نظرا إلى أنّه يساعد في كشف طبيعة النظام الإيراني أكثر لدى أولئك الذين لا تزال لديهم أي أوهام في هذا المضمار.
بالنسبة إلى معظم اللبنانيين، من كلّ الطوائف والمناطق، بقي البطريرك نصرالله صفير الذي خلف في العام 1986 البطريرك خريش على رأس الكنسية المارونية، سيّد بكركي.
لن تكون الجزائر قادرة على انتخاب خليفة لعبدالعزيز بوتفليقة في الرابع من تمّوز – يوليو المقبل في غياب معجزة في عالم لم يعد فيه مكان للمعجزات. هذا عائد إلى أنّ البلد لم يعد مهيّئا لانتخابات رئاسية جديدة في غياب الهيئات المستعدة للإشراف على هذه الانتخابات، خصوصا الهيئات المحلية في كل أنحاء الجزائر.
في حال ذهبت الإدارة الأميركية إلى النهاية في وضع الإخوان المسلمين كـ”منظمة إرهابية”، على غرار تصنيفها لـ”الحرس الثوري” الإيراني، يتبيّن مرّة أخرى، أقلّه نظريا، مدى جدّية هذه الإدارة من جهة ومعرفتها العميقة بالشرق الأوسط من جهة أخرى. فمن رحم “الإخوان”، ولدت كلّ التنظيمات المتطرفة، بما في ذلك “القاعدة” و”داعش”.
في أساس المأزق اللبناني الذي دخل مرحلة متقدمة في ظلّ التعقيدات الإقليمية المتزايدة، هناك قبل كلّ شيء رفض للتعاطي مع الواقع. يقول الواقع إن الصيغة اللبنانية كانت قابلة للتطوير وإنّها أقوى بكثير مما يُعتقد. من كان يتصوّر يوما أن الجيش السوري سيخرج من لبنان؟ من كان يتصوّر قبل ذلك أن المسلحين الفلسطينيين لن يعودوا منتشرين في كلّ الأراضي اللبنانية بعدما أقاموا جمهورية الفا
ثمّة ملاحظات تستأهل التوقف عندها، وذلك على هامش اعتبار الولايات المتحدة “الحرس الثوري” الإيراني “منظمة أجنبية إرهابية”. في مقدّم هذه الملاحظات أنّ الإدارة الأميركية قررت اعتماد مزيد من التصعيد مع إيران. يتماشى التصعيد مع ما يقوله المسؤولون الأميركيون، على رأسهم وزير الخارجية مايك بومبيو، لدى زيارتهم هذه العاصمة العربية أو تلك. فحوى كلام بومبيو في كلّ جولاته أن الولايات المتحدة في غاية الجدّية في محاولتها حمل النظام في إيران على تغيير سلوكه و“هذا القرار لا عودة عنه”.
للمرّة العاشرة استضافت الضفة الأردنية من البحر الميت المنتدى الاقتصادي العالمي الذي ينعقد، كلّ شتاء، في منتجع دافوس (سويسرا). مرّة أخرى يحاول الأردن تحويل التحديات الكبيرة والخطيرة التي يواجهها الى فرص. يعمل من اجل ذلك في ظلّ ظروف صعبة ومعقّدة. لا يزال الملك عبدالله الثاني يسعى الى تأكيد انّه لا يزال هناك مجال للتفاؤل وانّ في الإمكان الرهان على الثروة البشرية في المنطقة وعلى عنصر الشباب فيها وعلى رفع مستوى التعليم. تلك هي الرسالة الأردنية انطلاقا من البحر الميت الذي يشهد طفرة في عدد الفنادق السياحية والمنتجعات فيه.
كانت القمّة العربية الرقم 30 نجاحا تونسيا. هناك بلد عربي يحاول استعادة عافيته في ظلّ ظروف داخلية وإقليمية في غاية الصعوبة وفي ظلّ تجاذبات فرضها الاخوان المسلمون (حركة النهضة) الذين يسعون الى الاستيلاء على السلطة عبر صناديق الاقتراع بهدف اخذ تونس الى مكان آخر.