خطر تمكن إخوان حسن البنا الساعاتي، وسيد قطب من حكم ليبيا، لن يقف إطلاقاً عند حدود ليبيا، بل سيكون كارثية مجلجلة، وسيمتد تسونامي الخطر والضرر وتصدير الإرهاب ليس إلى المحيط الليبي فحسب، بل إلى المنطقة كلها. فالتنظيم الإرهابي الدولي لن يقف عند حدود ليبيا الجغرافية، بل سيتخذ من ليبيا مجرد «بيت مال» له ومحطة انطلاق ترانزيت، ويتحكم في بيع النفط وتصديره ومن ثم سيصدر الإرهاب إلى الدول الدول العربية جميعها، ثم منها سينتقل إلى بقية دول العالم.
قطر دويلة الوهم والتناقض، قطر التي وصفها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بدولة النصف هكتار. وأفعالها البشعة تجاه الدول العربية ناهزت ما قامت به النازية.
النظام الإيراني والعبث بأمن الملاحة البحرية في الخليج العربي، وتهديد الملاحة الدولية، ليس بالأمر الجديد، بل هو مكرر لسنوات طويلة، من خلال استفزاز السفن التجارية وناقلات النفط والتعرض لها، بل وزرع ألغام بحرية تعرقل الملاحة وتهددها.
اليمن السعيد منطلق الحضارات الإنسانية؛ من حضارة سبأ، ومملكة معين، وحضارة حضرموت، ومملكة حمير، إلى مملكة أوسان، ومملكة هرم، ومملكة كمنة، ومملكة السوداء، ومملكة أنابة، ومملكة نشان، ها هو اليوم يتعرض للعبث الحوثي المدعوم من النظام الإيراني.
الحراك السوداني الشعبي بدأ شعبياً عفوياً سلمياً، لإسقاط ديكتاتور السودان وربيب جماعة «الإخوان» عمر البشير، الذي احتضنهم لسنوات والذين سرعان ما تخلو عنه، عندما عرفوا أن سقوطه بات وشيكاً؛ فهذا ديدنهم.
«توباكتس» أو «ذات الرمال»، مصراتة أو «مسراتة» بالسين، كما ذكرها ابن خلدون، تعد من المدن الليبية التي كانت تشهد نشاطاً تجارياً واقتصادياً كبيراً عبر العصور، ويتحدر منها أكبر تجار البلاد، ولكنها تحولت اليوم إلى معقل لتنظيم «الإخوان»، الذي اتخذ منها قاعدة له، بعد أن أصبحت المدينة رهينة له، وقد يكون ساعد وساهم في ذلك تحالف المال والسلطة.
بتسلم مصر الإرهابي عشماوي من الجيش الوطني الليبي، الذي يعتبر صيداً ثميناً وصندوقاً أسود، ستنطوي صفحة مؤلمة تقاسمتها ليبيا ومصر بل أفريقيا، بعد أن طالت يد الغدر لهذا الإرهابي الكثير من الليبيين والمصريين الأبرياء، فقد كان عشماوي بداية ونهاية إحدى صفحات الإرهاب العابر للحدود، حيث كان يرأس تنظيماً إرهابياً يتخذ من جبال وتضاريس درنة الليبية الصعبة مخبأ له.
إحاطة المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة، كانت غير مقنعة، بل كانت أشبه بالتقرير المشوه والمضلل من حيث المحتوى، وكانت غير حيادية، كما تقتضي مهمة البعثة الدولية. كما شملت الإحاطة التهويل واستخدام مفاهيم خاطئة، ومنها محاولة استخدام فزاعة الحرب الأهلية
سعى النظام الإيراني إلى تصدير «الثورة» الخمينية أو «الإسلامية» كما يسميها بنكهة صفوية إلى دول الجوار السني وزعزعة السلم المجتمعي فيها، عبر تهييج النعرات الطائفية في المنطقة.
استطاع البرلمان الليبي أن يقدم على خطوة جريئة ومهمة؛ هي حظر تنظيم «جماعة الإخوان المسلمين»؛ التنظيم المبتدع دينياً والمفلس سياسياً... التنظيم السياسي المسلّح في ثوب ديني، بعد أن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك تورط التنظيم في أغلب عمليات العنف والفوضى في البلاد.
التقية أصبحت سلاح تنظيم «الإخوان» أمام أي عاصفة تعصف به، فيهرع عناصره وأفراده إليها للخروج من أي مأزق. فالتقية في اللغة يراد بها الحذر، والتقية في مفهوم «الإخوان» معناها: أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن، لينطبق عليهم قول الله تعالى «وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ».
لعبة قبعة الإخفاء لزعيم «داعش»، التي لم تعد تنطلي على أحد، ولا تدهش رواد السينما حتى الأطفال منهم، من حيث التوقيت ولا من حيث المحتوى. فالبغدادي منذ إظهاره في الموصل في مسجد النوري مرتدياً اللباس الأسود، في إشارة إلى تبنيه الخلافة العباسية، معلناً نفسه خليفة لدولته المزعومة، بينت هيئته أن هناك دولا تدعمه من أجل الإبقاء على استمرار حالة الفوضى كمشروع لتقسيم المنطقة، وإعادة رسم خريطة جديدة بمتغيرات مختلفة، تحققها فوضى صناعة «داعش».
الحديث عن خطة أميركية لتصنيف «الإخوان المسلمين» «تنظيماً إرهابياً» يطرح سؤالاً عن مدى الجدية لدى الإدارة الأميركية بدوائرها المختلفة على المضي في هذا الأمر، خاصة وهي مكبلة بجيوش من المستشارين المخترقين من تنظيم «الإخوان»، مثلها مثل الحكومة البريطانية، حتى أضحى هؤلاء الشياطين أشبه بالدولة العميقة في بلاد الغرب.
العاصمة عاصمة ليبية والجيش جيش ليبي وليس جيش جولييتي، ولا يستنسخ تجربة هذا الجنرال الإيطالي في غزو طرابلس إبان الاحتلال الإيطالي، لأنه ببساطة جيش وطني، وليس جيشاً غازياً، وهذا الإسقاط التاريخي، غير منصف وغريب، ويعبر عن حالة جهل وإفلاس في توصيف مؤسسة عسكرية وطنية كان ميلادها قبل ميلاد جنرالاتها المعاصرين وحتى الراحلين، وأي خلاف معهم لا يبيح التضليل أو التآمر عليهم بالكذب والتشويه
اجتماع القبائل الليبية لدعم الجيش الليبي والدولة المدنية، خطوة مهمة ستعزز الخطوات نحو الاستقرار، فالقبيلة تُعدّ النواة الأولى للعمران عند ابن خلدون، الذي جعل من القبليَّة والمال دعامتين أساسيَّتين في قيام الدولة، ولم ينكرها كوحدة مكونة لها.
تدور معركة طرابلس في ظل فتاوى ضالة أطلقها المفتي المعزول الصادق الغرياني من مخبئه في تركيا للشباب الليبي مغرراً بهم، بينما ابنه سهيل يقيم في مانشستر بعيدا عن صوت البارود، وهذه هي الأخرى تزامنت مع فتاوى لشيخ الفتنة يوسف القرضاوي بمعية اتحاده ولعلعة علي الصلابي، في محاولة لإضفاء صبغة دينية على حربهم المدمرة من أجل وهمهم الكبير في الخلافة التي جسّروا لها الآلاف المؤلفة من الضحايا وما زالوا يفعلون في حرب خسارة أمام تقدم الجيش الليبي المخول قانونياً من البرلمان بتحرير طرابلس، رغم أن الجيش أجبر على الحرب وهو الذي حاول طويلاً إعطاء الفرصة للحوار وللترتيبات الأمنية، التي عجزت عن زحزحة الميليشيات قيد أنملة من مواقعها، بل زاد طغيانها، فكان لا بد من الزحف لطردها.