أثناء حضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قمة العشرين الكبار باليابان، لم يفته في زحمة الاجتماعات السياسية والاقتصادية والأمنية الكبرى، إرسال بعض الإشارات الإنسانية - السياسية ذات الدلالة التاريخية الحافرة بعمق في تضاريس الذاكرة الإنسانية المشتركة.
يلوم بعض منا الحكومة الشرعية اليمنية على تأخير الحسم باليمن. ويبرهن على ذلك ببرود جبهات صنعاء القريبة منها شرقاً، خاصة جبهة نهم وهي الواقعة حكماً تحت هيمنة الجيش الشرعي متكئاً على محافظة مأرب المحررة. وغير ذلك من البراهين، مثل التناحر والكيد السياسي الداخلي.
لا يمكن الثقة بالتجرد من الهوى السياسي لدى بعض من يوصفون أو يوصفن بالمحققات الدوليات، مثل السيدة الناشطة السياسية الأوروبية المعادية للسعودية ومصر «أغنيس كالامارد»، التي «تنطحت» متطوعة للتحقيق في مقتل الصحافي السعودي، المنحاز لقطر وتركيا، جمال خاشقجي.
ربما يستغرب البعض عن «البرودة» الدولية - حتى الآن - في التعامل مع الهجمات الإرهابية الإيرانية على الناقلات البحرية في مياه الخليج العربي وخليج عمان على فم مضيق هرمز!
المعركة الكبرى اليوم، ليست في سوريا والعراق، ولا اليمن، أو السودان وليبيا والجزائر، تخيلوا، ليس بهذه الساحات مكان المعركة الكبرى، بل في إيران، نعني إيران الخمينية طبعاً!
الحديث «الغاضب» الذي أدلى به حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس وزراء قطر الأسبق، الصانع الثاني، بعد الأمير السابق حمد بن خليفة، للفتن، يكشف عمق الخلل والإحباط الذي يحيط بساسة الدوحة.
يصوّر الإعلام الإخواني - القطري - التركي، القمم الثلاث بمكة المكرمة، التي انتهت أعمالها بخاتمة رمضان، بجوار الحرم المكي، بأنها تستهدف المسلمين والعرب؟!
من الملاحظات التي رصدها ثلة من الباحثين والمهتمين، التشابه الواضح بين بيئة الجزيرة العربية الثقافية والاجتماعية الأولى، الجاهلية والقرون الثلاثة من الإسلام تقريباً، وبين ثقافة وبيئة الجزيرة العربية في العصور التي عرفت بالعصور العامية.
هل قادة النظام الإيراني على هذا القدر من القوة الأسطورية التي يوحون بها؟ وهل النظام نفسه يملك إمكانات؛ ليس الصمود فحسب، بل إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة...
استهداف السفن التجارية بالمياه المقابلة لميناء «الفجيرة» الإماراتي، ثم استهداف أنابيب النفط بمحافظتي «الدوادمي» و«عفيف» بالسعودية، بلا ريب هي أعمال من تدبير إرهابيي الحرس الثوري الخميني الإيراني.
اليوم تستمر «حكايا التاريخ» ونتحدث عن لوحة أخرى من لوحات التراث والتاريخ العربي، شرطنا بذلك أن يكون للحديث نافذة تفضي لباحة الماضي، تاريخاً وخيالاً، لتفرّسه من جديد اليوم.