من كان يعلم أن نايجل فاراج الشعبوي الذي يعاني الازدراء في وسائل الإعلام بقدر أكبر مما يزدريه الشارع البريطاني يؤسس حزب بريكست قبل أسابيع من انتخابات البرلمان الأوروبي وينتهي به المطاف فائزا يعيش لحظته التاريخية ويوجه رسائل تحذير شديدة لحزب المحافظين والعمال ووسائل الإعلام من أن هذا الفوز سيتكرر في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
عندما لا يعرف الأطباء علاجا لداء ما، فأنهم لا يسمونه مرضا! لكن الحديث مع النفس ليس مرضا فعلا. الإنسان يتحدث مع نفسه بدرجات متفاوتة، والمجانين أكثر الأشخاص حديثا مع النفس، أحيانا يفترضون أن ثمة من يقابلهم ويتحدثون على لسانه، كما يردون عليه بلسانهم، وهي طريقة أشبه بمن يلعب الشطرنج مع نفسه، لا تنتهي بفوز، فمن يتغلب على نفسه ليس فائزا.
لا يوجد شيء بريء، ثمة خدعة مستمرة نتقبلها بقناعة وكأنها صحيحة في كل ما نشتريه من المتاجر لمجرد قراءة معلومات المحتويات والاستهلاك، ولسوء الحظ لا يمتلك المتسوقون فكرة دقيقة عن صحة هذه المعلومات أو من يؤكدها لهم. لكنهم مستمرون في القبول بها، بل وأكثر من ذلك الترويج لها ونصح الآخرين باقتنائها!
من يستطيع أن يزعم أنه حافظ رقم هاتف زوجته؟ ستكون الإجابة أسهل ممّا يقتضي التفكير، الحفظ صار جهدا مكلفا على الدماغ، من الأفضل أن أحفظ أمورا أكثر أهمية ولا يمكن أن أجدها متاحة لي! بيد أن لا أحد يخبرنا عن مستوى أهمية وجدية تلك الأمور.
يدافع نيكولاس كريستوف الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز، عن إدمانه على أخبار الرئيس دونالد ترامب في دائرته الاجتماعية، فهو على استعداد للاهتمام بكل ما يصدر عن ترامب أينما يكون في حفلات الكوكتيل، على طاولة العشاء، في نزهة مع العائلة، وغير مستعد للتفريط في أي من هذه الأخبار. بيد أن هذا لا يعني أنه غير مدمن على الدراما الإخبارية في الشؤون الأخرى.
عندما خرج من الموت بمعجزة بعد أيام من مهاجمة كنيس يهودي في شمال سان دييغو بكاليفورنيا الأسبوع الماضي، رفع الحاخام يسروئيل غولدشتاين صوته بجملة أن الكراهية القائمة على الدين لا معنى لها، بينما كان يروي لحظات مواجهة المهاجم وهو يطلق النار.
على الأغلب أشاهد أسبوعيا أكياس التبرعات موضوعة أمام المنازل، بانتظار شاحنة الجمعيات الخيرية لجمعها، هذا سبب يجعل الناس سعداء، التبرع هو إحدى أهم قيم المروءة لدى الشعوب السعيدة.
تبدو جملة “الأخبار صناعة بحاجة إلى التطوير وليس دق المسمار الأخير في نعشها” بحاجة إلى إعادة تأمل اليوم أكثر من أي وقت مضى، عندما تقوم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بإعلان موت الأخبار عن طريق إيجاد حياة متدفقة جديدة لصناعة المحتوى التلفزيوني.
يُمضي البشر ثلث حياتهم كمعدل وسطي وهم يغطون في النوم، علينا أن نحسب هنا بمعادلة بسيطة كم سنة من عمرنا نقضي في النوم؟ فكرة ارتباط النوم بالموت تبدو لي فنتازيا لأنه لم يحدث أن ذاق أحدنا طعم الموت وعاد ليصفه لنا، وإلا لحلت كل مشاكل البشرية مع الأديان والتاريخ ونهاية العالم.
بدت الرسالة الأخيرة لـ مارك زوكيربرغ إلى المستخدمين أشبه برسالة قديس من القرون الغامضة إلى المصلين، أو فتوى مثيرة للجدل لرجل دين موجهة إلى المستخدمين المسلمين!
علينا ألّا نخدع أنفسنا ونثق بالحكومات العربية كثيرا بأنها تهتم بالمواهب مثلما تهتم بمصالح الوزراء الشخصية. هذا سبب لضياع المواهب لدينا إثر الفشل المستمر في اكتشافها والاهتمام بها.
لا يتردد “برلماني” عراقي في توجيه الإهانات للآخر بطريقة شعبوية وسطحية عندما يستخدم اللهجة الموغلة في الدارجة، في التعبير عن نفسه عبر حسابه على تويتر الذي يتابعه عشرات الآلاف من المستخدمين.
الحكمة العميقة تكمن في “فكرة العمر” لكننا لا نتحسس ذلك إلا في مراحل خطرة ومؤلمة في حياتنا وقد تكون نادرة، الموت هو القدر الوحيد الذي نقف أمامه بلا حراك، لا أدعو هنا بطبيعة الحال إلى انتظار الموت، لكن من يقدر على رفضه؟
بالنسبة لي كان مشهدا يستحق التأمل في العصر الرقمي، وفي مدينة ذكية مثل لندن. لأنه يعيد لنا السعادة الطبيعية المسلوبة من قبل الأجهزة الرقمية، فالرجل الذي تعرفت على وجهه منذ سنوات أعتاد مثلي على المقهى الهادئ في الرواق المجاور للكنسية. نشعر أننا نعرف بعضنا البعض بالرغم من عدم تبادل الحديث العميق، كان مثلي يجلب كتابه للقراءة، لكنه تغير لاحقا، الأدق تطور باتجاه استخدام جهاز القارئ الإلكتروني في المطالعة، بينما مازلت أنا محتفظا بالكتاب الورقي.
كان يعد أشبه بمعلّم صبور لا يتذمّر من الأسئلة الساذجة، على الرغم من حجمه الكبير آنذاك، هكذا كان يوصف الكمبيوتر الجهاز النادر والعجيب، لذلك أطلقت مايكروسوفت أجمل شعاراتها الترويجية وهي تروج لنظامها التشغيلي بـ”المعلومات عند أطراف الأصابع”.
استشارتني زوجتي بشأن سؤال تعرضت له يتعلق بأهمية المظهر، ومن حسن الحظ صادف ذلك صدور تقرير نشرته صحيفة فايننشيال تايمز، عن احتماء الأثرياء بالملابس المثيرة للتطفل بشكل دائم.
دعونا نُعِدْ قراءة المشهد بعين سياسية على اعتبار أن فيسبوك أكبر دولة افتراضية في العالم اليوم، هناك خلاف سياسي بمواصفات رقمية يمس أمن البلدان ويهدد ديمقراطيتها، لذلك شكلت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي لجنة مهمتها تقديم خلاصة عن قوة فيسبوك السياسية وتداعيات تأثير محتواه على الديمقراطية.